وداعا ايها القائد البطل الشجاع باني موريتانيا الجديدة
لا يختلف اثنان انكم ارسيتم دعائم الجمهورية ولا يختلف اثنان في انكم عبرتم ببلدنا العزيز إلى بر الأمان كما لن يتناكف اثننان انكم وعدتم فوفيتم وقلتم فصدقتم وخضتم حربا لا هوادة فيها ضد استباحة المال العام وانتهاك رموز الدولة وجبتم أنحاء هذا المنكب البرزخي ففجرتم الماء الزلال وشققتم الطرق المعبدة وانرتم الفيافي والقرى والمدن والارياف ورسمتم البسمة على شفاه الثكالى والايتام والارامل واشركتم الشباب في الحياة العامة وجددتم الطبقة السياسية وقويتم اللحمة الوطنية ورفعتم جاهزية قواتنا المسلحة وقوات أمننا وسللتم سيفكم البتار ضد الكراهية وخطابات العنف والعنصرية.
وفتحتم الباب على مصراعيه امام المرأة الموريتانية للمشاركة في الانتاج والعمل وممارسة دورها على أكمل وجه، فتعززت مشاركتها في الحياة السياسية وفي تولي المناصب العامة إلى جانب دورها التقليدي كمربية ومسؤولة داخل البيت.
ولا شك أن من يتحلى بادنى قيم الوفاء والمسؤولية لا يستطيع الا ان يقف وقفة إجلال وامتنان لكم يا فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وانتم تغادرون بعد أن اديتم واجبكم الوطني على أكمل وجه احتراما لايمانكم الذي ناضلتم من أجله لارساء الديموقراطية وإقامة دولة والقانون وبناء دولة المؤسسات.
وبالنسبة لي شخصيا لا استطيع ان اوفيكم حقكم سيدي الرئيس مهما اسلت من مداد وكتبت من عبارات.
وما لا يدركه البعض هو انكم شرفتموني بتولي إدارة اول مؤسسة عمومية في تاريخ وزارة العدل في 27 فبراير 2012، منذ الاستقلال وما احطتموني به بعد ذلك وفي نفس السنة من عناية تحلت في توشيحي باسمكم من قبل وزير العدل آنذاك بمناسبة ذكرى الاستقلال المجيد ولم يقتصر الأمر على ذلك بل اخترتموني من الشخصيات المرجعية الأعضاء في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان سنة 2016، ليتم تجديد الثقة في سنة 2019 والأهم من ذلك انكم قلدتموني وسام فارس في نظام الاستحقاق الوطني في الذكرى ال 56 للاستقلال الوطني في مدينة إطار في حشد بهيج شهدته هذه المدينة طبقا لتوجهاتكم المباركة بلا مركزية هذه المناسبة الغالية.
واليوم وانا احمل شهادة الدكتوراه الفخرية من ولاية كاليفورنيا الأمريكية وضمن نادي المتوجين بهذه الشهادة في مقر الامم المتحدة في نيويورك لا يسعني الا ان اشيد بسعيكم المشهود في المجال الديبلوماسي واستعادة مكانة موريتانيا ودورها الحضاري على الصعيد الإقليمي والدولي واسماع صوت أفريقيا والعالم العربي في مؤسسات التعاون متعدد الأطراف وغيرها وبدوركم بحل النزاعات في أفريقيا والساحل الافريقي.
لكنني على يقين السيد الرئيس أن حرصكم على أمن الوطن وصون مكتسباته والعبور به إلى بر الأمان هو ما جعلكم تحسنون الاختيار وتفسحون المجال لرفيق دربكم وابن موريتانيا البار الذي انتخبه الشعب الموريتاني في الاستحقاقات الرئاسية الأخيرة لتولي مهام رئاسة الجمهورية في مأمورية جديدة ستتسم لا محالة بالمهنية والقيم والأخلاق العالية والحرص على الدفاع عن الحوزة الترابية وبناء موريتانيا حرة آمنة ومزدهرة.
والله ولي التوفيق
َ