حصل المرشح بيرام الداه أعبيد في مدينة روصو وفقاً للنتائج الأولية المعلن عنها على موقع اللجنة المستقلة للانتخابات على 3821 صوتا مقابل 6321 صوتا للمرشح محمد ولد الشيخ الغزواني ، ليتبوأ بدلك صدارة المترشحين في المدينة
صدارة تحمل في ظاهرها فوزاً انتخابيا وهي نتيجة طبيعية في مدينة تاريخها حافل بمناوءة النظام الحاكم ، غير أنها تحمل في دلالتها فوزاً سياسيا للمرشح محمد ولد الشيخ الغزواني كأول رئيس يحصل على هذا الرقم بالآلاف في مكاتب المدينة .
وبالعودة إلى تفاصيل النتائج في المكاتب فقد أظهرت نتائج انجربل أحد أكثر الأحياء مناوءة وأكبرها انتخابيا ، تغييرا كبيرا بالمقارنة مع الانتخابات السابقة فقد تناصف مرشح النظام نتائجها مع مرشح معارض وهو صعود لافت في النتائج لاتخطئه عين الملاحظ.
صعود لم يأت بالصدفة فهو ثمرة تواصل مباشر مع شباب انجربل الثائر ساهمت فبه أطراف سياسية داعمة للنظام انطلقت في نقاشاتها وحواراتها من واقع المدينة بعد 2019 إلى 2024 مما كان له تأثير على مواقف بعض الناشطين منه فتعززت العلاقة بينهم مع أطر النظام .
رغم هذا الصعود فإن جهات ساسية داعمة للنظام لم يرق لها ذلك التقارب وتلك الثقة التي نالها سريعاً صانع هذا التغيير ، المدير العام للمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء زكرياء تبام ، إذ يفشو حديث واسع عن نشاط مريب لتلك الجهات داخل صفوف المعارضة في انجربل.
كانت التقديرات والتوقعات في مكاتب انجربل تذهب إلى حصول غزواني على 800 صوت على الأقل أغلبها ناشطون في مجموعة زكرياء تيام غير أن تطورات مريبة حدثت في الساعات الأخيرة من يوم الاقتراع قلّصت من حصيلة النتائج.
في المقابل لا يخفي داعو المرشح غزواني تذمرهم من انعدام الوسائل المادية للحملة المحلية مما أحدث عزوفا كبيرا عن التصويت كردة فعل غاضبة على إدارة الحملة خاصة بين النساء اللواتي تعودن تمويل الخيام الدعائية والتعويض لهن عن التعبئة الميدانية.
استياء انعكس بشكل أكبر على مكاتب الهلال وصونادير والمدرسة 1 وهو ما عبر عنه بعضهم في صوتيات مغاضبة داخل مجموعة ” إنصاف روصو” فأخذ حيزا كبيرا من التقاش والجدل.
وخلاصة هذه النتائج أنه كان بإمكان حملة المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني أكثر مما كان فقد تلاشت شعبية غزواني بين مغاضب على إدارة الحملة وبين نكوص بعض الفاعلين عن التزامه وحساسيتها اتجاه بعض الأطراف.